في الساعات الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات شاشة مزوّرة تُنسب إلى مسابقة توظيف بريد الجزائر، حيث تمّ تداولها على نطاق واسع عبر صفحات مجهولة المصدر ومجموعات مغلقة.
الصور المفبركة تضمّنت ما يُفترض أنه أسئلة موجّهة للمترشحين، إلا أن التدقيق الذي أجرته منصة “Factsah” كشف أنها نتيجة تلاعب رقمي واضح يهدف إلى إثارة السخرية والتشكيك في مصداقية مؤسسات الدولة.

السؤال “الفضائي” الذي فضح التضليل

من بين أكثر الأسئلة المفبركة تداولًا، سؤال موجّه لفئة “السائقين”، جاء فيه:

“ما هي التقنية الأنسب لمركبة فضائية في الفضاء؟”

سؤال يبدو عبثيًا ومضحكًا للوهلة الأولى، لكنه يخفي خلفه نية خبيثة لتشويه صورة المسابقة وإظهارها بمظهر اللامهنية.
وبحسب التحقق الذي أجرته “Factsah”، فإن السؤال الحقيقي هو:

“ما هي التقنية الأنسب لمناورة مركبة في مساحات ضيقة؟”

هذا الفرق البسيط في الكلمات كشف حجم التحريف المقصود، إذ تم استبدال كلمة “مركبة” بسياق فضائي لإثارة الجدل، في واحدة من أبسط وأخطر تقنيات التزييف الرقمي التي تُستخدم في التضليل:

“تغيير كلمة واحدة… لتغيير الرأي العام بالكامل.”

منصة “Factsah”: التضليل ليس صدفة بل صناعة

تحليل فريق “Factsah” أظهر أن هذه اللقطات لم تُنشر عشوائيًا، بل تزامنت مع ارتفاع معدلات البحث عن مسابقات التوظيف الحكومية، ما يشير إلى محاولة منظمة لتشويه صورة المؤسسات الرسمية في عيون الشباب الباحثين عن عمل.

ووفق التحقيق، الأسئلة الرسمية لمسابقة بريد الجزائر لم تُنشر بعد، وأي مادة يتم تداولها على المنصات الاجتماعية لا تمتّ بصلة إلى المسابقة الحقيقية.
وبالتالي فإن كل من يُروّج أو يُشارك تلك اللقطات يساهم — ولو دون قصد — في نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام.

“Factsah” تحذّر: من يزوّر المعلومة يزوّر الوعي

تؤكد منصة “Factsah” أن تزييف محتوى إداري رسمي يُعدّ جريمة رقمية تمسّ بالمصداقية والثقة العامة، وهي ليست مجرد “دعابة رقمية” بل جزء من حروب المعلومات التي تستهدف المؤسسات الجزائرية.
وما حدث اليوم يبيّن أن التضليل صار ممنهجًا، وأن الصورة المفبركة أصبحت سلاحًا لإضعاف ثقة المواطن في مصادره الرسمية.

في المقابل، “Factsah” تذكّر جميع المواطنين والمترشحين أن المصدر الوحيد للمعلومة الصحيحة حول مسابقات التوظيف في “بريد الجزائر” هو القنوات الرسمية للمؤسسة — سواء عبر موقعها الإلكتروني أو صفحتها الرسمية على فيسبوك.

الحقيقة سلاحنا

في عصر “الترند” والسباق نحو الإعجابات، لا يحتاج الكذب سوى دقيقة لينتشر،
لكن “Factsah” تؤكد أن الحقيقة لا تموت، وأن التحقق ليس خيارًا بل واجب وطني.
فمن يزوّر المعلومة اليوم… يزوّر الوعي غدًا.
ولذلك، تظل “Factsah” في الخط الأمامي لمواجهة التضليل، دفاعًا عن حق المواطن في معرفة الحقيقة كاملة، لا كما يراد له أن يراها.